
لعل سنوات الحرب الطويلة في سوريا أنتجت تراجعاً ثقافياً ملحوظاً بين فئة الشباب أوصلت قسماً لا بأس به لطرق مخجلة بحق أعمارهم وحق بلادهم التي تخوض الويلات .
بالطبع لا يقتصر الحديث على من يعيشون داخل سوريا ، فلربما أولئك يملكون من الوعي أكثر مما يملكه المقيمون خارجها , أو لم تتوفر الظروف المناسبة كما غيرهم
فقد انتشرت في الفترات الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات وتعليقات كثيرة وصلت حد
الشتائم والتوعد بين أعداد كبيرة لشباب سوريا والعراق ، والغرابة في السبب ألا وهو ” لعبة ” ، تفاصيلها
خلاف حصل بين شخصين من كلتا البلدين ” هما مجرد لاعبان بابجي ” على الإنترنت ، أحدهما سرب
تسجيلاً صوتياً للأخر وهو يتكلم بألفاظ نابية ، لتبدأ حرب شتائم على مواقع التواصل الإجتماعي
ومداخلات مع من وصفو أنهم شخصيات مشهورة ومؤثرة ، حاول البعض منهم حل الخلاف والبعض الأخر أخذ الامور بسخرية .
من زاوية أخرى وعلى مواقع التواصل الإجتماعي ، انتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة تسمي ” اليوتيوبر “
شخصيات سورية شابة تقوم بتصوير فيديوهات غير هادفة ومخجلة بحق شبابنا ، تتمحور الفيديوهات فقط
على ” تطبيق الفتيات ” وتصويرهن بمناظر مقرفة للمشاهد ، والهدف على حد تعبيرهم ” التسلية ” فقط , والغريب في الأمر أنه يوجد تفاعل كبير من المشاهدين من فئة الشباب على الاستمرار !
يقابها برنامج يسمى ” التيك توك ” وهناك تكون الطامة الكبرى ، عينات سورية لشباب وفتيات يقمن بالرقص
والسخرية وعرض الأجسام والمقالب ، والهدف الشهرة مهما كان الثمن , وكما هو المعتاد القسم الأكبر من المشاركين فيه أيضاً من فئة الشباب !
أما على أرض الواقع وعلى وجه الخصوص أوروبا ، القانون السائد بين الفئة الأكبر للشباب ” الدنيا بدون
شراب خراب ” ، وحيداً مع مساعدة مالية شهرية بلا عائلة ولا أصدقاء جيدون ، الطريق معبد ، وهو جاهز نفسياً .
لن تكون سنوات الحرب الطويلة مبرراً للفساد الفكري والأخلاقي لفئة الشباب وانصرافهم عن التفكير والعمل
لمستقبل مشمش ولو قليلاً لهم ولأولادهم من بعدهم ، فالحرب كانت على الجميع وليس على فئة محددة .
يقابل القسم الأكبر من الشباب ” المائع ” ، فئة ربما كانت قليلة اليوم ترفع لها القبعة بعملها وثقافتها وانجازاتها ونجاحاتها تشعر أي سوري بالنشوة
إن أردتم الشهرة ” ببياض الوجه ” فطريقها واضح ، وليس بالوقوف أمام الكاميرا مع مكياج ولباس قصير لكي يشاهدك القاصي والداني وليس بتطبيق البنات وتصويرهم والتكلم بألفاظ نابية ، فاليوم شباب وغداً أجداد وبالتأكيد ستخجلون من أفعالكم .